العودة إلى فهرس السور: اضغط هنا (تسهيل فهم وتدبّر سور القرآن)


022.0 سورة الحج


ملاحظة: قبل البدئ بهذه السورة، يجب الاطلاع على ما يلي:
– المقدّمة والتمهيد: اضغط هنا
– تسهيل فهم وتدبّر القرآن: اضغط هنا


022.1 التعريف بالسورة:

1) مدنية / مكية والآيات (52-55) نزلت بين مكة والمدينة. 2) من المثاني. 3) عدد آياتها 78 آية. 4) هي السورة الثانية والعشرون من حيث الترتيب في المصحف. 5) والثالثة بعد المائة حسب ترتيب النزول، نزلت بعد سورة “النور”.  6) ليس لها أسماء أخرى.

7) أسماء الله وصفاته وبعض الكلمات المكررة في السورة:

ورد لفظ الجلالة {الله} في السورة 72 مرّه، {لله} 3 مرات، {إله} 1 مره. وتكررت الأسماء والصفات التالية: رب 8 مرات؛ (3 مرّات): هو، أنزل؛ (2 مرّة): قدير، عليم، حكيم، يحكم، حق، قوي، عزيز، سميع، بصير، يفعل، شاء، يريد، حميد، المولى، النصير، يَعْلَم، يريد، يفعل، يولج؛ (1 مرّة): حليم، عفو، غفور، لطيف، خبير، غني، رؤوف، رحيم، يهدي، علي، كبير، رزاق، شهيد، واحد، نصير، له الملك، أعلم، خلق، أحيا، يدافع، دفع الله، فتن، خير الرازقين، مخرج، بعث. انظر أيضاً في كتاب تسهيل فهم وتدبّر القرآن: الفصل رقم 1.7: أسماء الله وصفاته وبعض الكلمات المكررة في القرآن.

وتكرار الاسم {الله} يدل على القهر والهيبة، وعلى اجتماع صفات الترغيب والترهيب، وأن السورة فيها أحكام، وأوامر ونواهي، تتطلب العمل أو اجتنابه (عملاً واجتناباً)، الأخذ أو الترك.

هي أكثر سورة تكرر فيها ذكر الكلمات التالية ومشتقاتها: {الذين آمنوا وعملوا الصالحات} 4 مرات، {يا أيها الناس} 4 مرات هي ويونس، ومن الناس 4 مرات هي والبقرة، منسكاً 3 مرات، دفع 2 مره، يعظم 2 مره.

وهي السورة الوحيدة التي ذكرت فيها: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} 2 مره، هي وسورة لقمان 1 مرّة؛ {وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)} 1 مرّة، ويشبهها في سورة الأنفال: {فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40)}.

تكررت فيها الكلمات التالية ومشتقاتها: الّذين 20 مرّه، ناس 16 مره، ذلك 10 مرات، عذاب 9 مرات، أرض 9 مرات، آمن 8 مرات، سماء 8 مرات؛ (7 مرّات): حق، هدى، كفر؛ رزق 6 مرات؛ (5 مرّات): ذكر، نصر، غير؛ (4 مرّات): بيت، يدعو، شيطان، شهيد، شرك، كذب؛ (3 مرّات): سخر، دنيا، جنة، بشّر، بئس، ضل، الساعة، كذلك، جادل، عظم، فعل، تقوى؛ (2 مرّة): شعائر، مسجد، سجد، قرية، كتاب، بعث.

022.2 فضائلها وما ورد عنها من الأثر:

أخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أفضّلت سورة الحج على سائر القرآن بسجدتين؟ قال: “نعم فمن لا يسجدهما فلا يقرأهما”، والروايات في أن فيها سجدتين متعددة، مذكورة في الدر المنثور.

022.3 وقت ومناسبة نزولها:

السورة تحمل خصائص قرآن العهدين المكّي والمدني لذلك اختُلف في وقت نزولها، لكن باعتبار أسلوبها وموضوعها فإن الآيات (1-24) نزلت في المرحلة الأخيرة من العهد المكي وقبل الهجرة بوقت بسيط، والآيات (25-78) نزلت في بداية الفترة المدنيّة. فالسورة تحتوي على خصائص الفترتين لكن خصائص وموضوعات السور المكيّة هو الغالب.

اختلف أهل العلم، هل هي مكية أو مدينة؟ فأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت سورة الحج بالمدينة. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير مثله. وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال: نزل بالمدينة من القرآن الحج غير أربع آيات مكيات {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ (52)} إلى {عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)} وحكى القرطبي عن ابن عباس أنها مكية سوى ثلاث آيات وقيل أربع آيات إلى قوله {عَذَابَ الْحَرِيقِ}. وحكي عن النقاش أنه نزل بالمدينة منها عشر آيات. قال القرطبي وقال الجمهور: إن السورة مختلطة، منها مكي، ومنها مدني. قال: وهذا هو الصحيح. قال العزيزي: وهي من أعاجيب السور نزلت ليلً ونهارًا، سفراً وحضرً مكياً ومدنيًا، سلمياً وحربيًا، ناسخاً ومنسوخًا، محكماً، ومتشابهاً.

022.4 مقصد السورة:

022.4.1- مقصد السورة: الحثّ على تقوى الله والاستسلام له، وبيان أنّ الدين عبادة وجهاد وتعظيم لشعائر الله لما في هذا من منافع للناس في الدنيا من رزق ونصر للمؤمنين وإهلاك للظلمة، وثواب في الآخرة للمؤمنين أو عقاب للكافرين. وركّزت السورة على الإيمان بالساعة والبعث (كعلاج) ليعلم الناس أنهم مجازون على أعمالهم بالثواب أو العقاب. كما سميت بالحجّ لما فيه من شعائر ومشقّة للدلالة على الجهد المطلوب لأداء التكاليف، والجهاد. وأيضاً كصورة مصغّرة عن البعث والنشور. والغرض من التخويف بالسّاعة هو الحثّ على تقوى الله. كذلك الغرض من ايراد بعض شعائر الحج هو استجاشة مشاعر الإيمان والتقوى والإخبات والاستسلام لله.

022.4.2- مقصد السورة نجده في الآية الأولى وهو تقوى الله والاستسلام له، والغرض من التخويف بالسّاعة هو الحثّ على تقوى الله. كذلك الغرض من ايراد بعض شعائر الحج هو تعظيم أوامر الله وتحريك مشاعر الإيمان والتقوى والإخبات والاستسلام لله. وقد افتتحت السورة بالأمر بتقوى الله عز وجل والترهيب من هول الساعة، ثم ختمت بالأمر بالاعتصام بالله، إذ النجاة من هول ذلك اليوم العظيم هو بتقوى الله والاعتصام به سبحانه وتعالى، ودليل التقوى هو ما ذكر قبل الخاتمة من أفعال الطاعة. بذلك ينطبق أول السورة على أوسطها وعلى آخرها.

022.5 ملخص موضوع السورة:

مقصدها نجده في الآيتين الأوليين وهو الأمر بتقوى الله والاستسلام له لأن عذابه شديد، يتبعه دليل التقوى وهو اتباع الدين وعمل الصالحات، وتختم بالأمر بالاعتصام بالله؛ وبذلك يتطابق أجزاؤها، إذ النجاة يوم البعث بتقوى الله واتباع دينه {فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)}.

تنقسم السورة باعتبار ترتيب آياتها ومناسبة نزولها إلى مجموعتين من الآيات: أولاً الآيات المكيّة في ثلثها الأول، واستهلّ بآيتين تُحذّران من شدّة وهول يوم البعث، ثمّ أربعة عشر (14) آية تبيّن فئات الناس، ثم ثمان (8) آيات بأن الله يفصل بينهم يوم القيامة. ثانياً الآيات المدنية في الثلثين الأخيرين، وفيها سبع (7) أدلّة على حقيقة البعث، ثم تختم بآيتين تأمران المؤمنين بأن يلجؤوا إلى الله ويعبدوه، كما يلي:

أولاً الآيات المكية (24 آية): وتبدأ بآيتين تأمران الناس بتقوى الله لأن عذابه شديد. ثمّ (الآيات 3-7) تبيّن أن منهم من يجادل في البعث والحساب بغير علم، ويتبع الشيطان الذي يهدي إلى عذاب السعير، فينبههم تعالى إلى آيات قدرته على الخلق والإحياء، وتقلّب أحوالهم من تراب وفي الأرحام والطفولة والكهولة، وآيات الماء وإنبات الزرع، بأن البعث والحساب حق لا ريب فيه. (الآيات 8-10) وتبيّن بأن منهم من يجادل بغير علم ولا هدى ويُضلّ عن سواء السبيل. (الآيات 11-13) بأن منهم من يعبد الله على حرف، ويدعو من لا يضر ولا ينفع فهو في ضلال بعيد. (الآيات 14-16) لكن الذين آمنوا يقيمون الصلاة ويعملون الصالحات، فينصرهم الله ويهديهم ويدخلهم الجنّة. ثمّ (الآيات 17-18) بأن الله يفصل بينهم يوم القيامة فهو على كل شيء شهيد، وله يسجد كل شيء، ومن لم يفعل من الناس يذق العذاب المهين. ثمّ (الآيات 19-24) بيان المصير يوم القيامة فإمّا عذاب الحريق أو جنات تجري من تحتها الأنهار.

ثانياً الآيات المدنية (54 آية): وفيها أدلّة على البعث تضمنت (الآيات 25-41) عن تفاصيل مناسك الحج والإذن بالقتال وأداء العبادات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وتشبه أحداث الحج والقتال أحداث البعث والحشر: ففيها الملك لله وحده، ويعطل الناس أعمالهم وقصورهم ويمثلون أمام الله ملبّين أوامره وشعائره، في مشقّة وبعد سفر وهجر للأموال والأولاد وترك للزينة، ويقفون على صعيد واحد، في وقت واحد، على جبل عرفات ملبين نداء الخالق، متشابهين، همّهم واحد، قلقون على قبول أعمالهم، نداؤهم واحد، يرجون النجاة وغفران الذنوب والعفو والسلامة والرحمة، لا تمييز بين فقير وغني، كصورة مصغّرة عن البعث والنشور. ثمّ (الآيات 42-48) عن اهلاك المكذبين واستبدالهم، كما أهلك أقوام نوح وعاد وثمود وإبراهيم ولوط ومدين وموسى على المرسلين السلام، وهم سبعة أمم يمرون على قراهم الخاوية ومساكنهم المشيّدة بدون سكانها وآبارهم المعطلة. ثمّ (الآيات 49-55) رسالة خاتم النبيين بشير بالمغفرة للمؤمنين الذين يعملون الصالحات ونذير بالعذاب للمكذبين المعاندين. ثمّ (الآيات 56-62) الملك يوم القيامة لله يحكم بينهم بالعدل فإما جنّات النعيم أو العذاب المهين، فالله هو الحق وما يدعون من دونه الباطل. (الآيات 63-66) الله لطيف خبير غني حميد رؤوف رحيم، أنزل الماء وأنبت الزرع وسخّر الأرض وأمسك السماء، يحييهم ثمّ يميتهم ثم يحييهم ويبقيهم ولكن الإنسان كفور. (الآيات 67-72) بأن الله يعلم كلّ شيء ويحكم بينهم يوم القيامة، وهم يعبدون ما ليس لهم به علم فالنّار موعدهم وبئس المصير. (الآيات 73-76) ضرب الله مثلاً بخلقه للذباب، كي يدل على قدرته وضعف الآلهة التي يدعون من دونه، بحيث لا يستطيعون هم ولا آلهتهم خلق هذا الذباب ناهيك عن استنقاذ شيء يسلبه منهم الذباب الضعيف. وفي (الآيات 77-78) تختم بأمر المؤمنين ليفلحوا بالركوع والسجود لله وعبادته وحده وفعل الخيرات وجهاد النفس، فقد اصطفاهم لتبليغ دينه ملّة أبيهم إبراهيم، سماهم المسلمين وليكون الرسول محمد صلى الله عليه وسلم شاهداً عليهم بأنه بلّغهم، ويكونون شهداء على الأمم، فليعرفوا لهذه النعمة قدرها بشكرها، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والإنفاق، وأن يلجؤوا إلى الله ويتوكلوا عليه {فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)}.

وباعتبار مقصدها فإن نصف عدد آيات السورة هو في الإنذار والتخويف وبسط الأدلّة والبراهين على حقيقة البعث والجزاء ومشاهد القيامة وأهوالها، والنصف الآخر عن فوز المؤمنين بالجنة والرزق الكريم وعن العبادات وعن رحمة الله بالناس وقدرته على نصر المؤمنين وأن كل شيء أمام قوته وقدرته ونفعه وضرّه يسير. أما باعتبار موضوعات آياتها، ففيها أربعة أرباع متساوية تقريباً: الربع الأول: بيان آيات الله الدالة على قدرته على الخلق والبعث والحساب والهداية والنصر، فالله سبحانه يفعل ما يريد، قادر، يخلق، يعلم، يبعث، يحاسب، ينصر، يهدي، يرسل الرسل، يحكم آياته، غني، حميد، رؤوف، رحيم، يحيي ويميت. الربع الثاني: فيه الناس تجادل بغير علم، وتضل عن سبيل الله، وتدعوا مالا يضرها ولا ينفعها، منهم المؤمنون ومنهم المشركون، منهم من كذب الأنبياء، واستعجلوا العذاب، ويبغي بعضهم على بعض، ويعبدون غير الله، ويبطشون بالذين آمنوا. الربع الثالث: نتيجة أفعال العباد ومصيرهم، فالذين تولّوا الشيطان وجادلوا بغير علم وكفروا هلكوا بظلمهم ولهم عذاب أليم في النار، والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم وجنات تجري من تحتها الأنهار، الله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون. الربع الرابع: مناسك الدين، وهي عدم الشرك وذكر الله وتعظيم شعائره واجتناب الأوثان وقول الزور والإسلام لله الواحد والصبر على المصيبة وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والحج والإنفاق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقتال في سبيل الله للدفاع عن المظلومين وعن حرية العبادة وإقامة الدين والاعتصام بالله.

لقد فُضّلت سورة الحج على سائر القرآن بسجدتين، الأولى لأنه يسجد لله كلّ من في السماوات والأرض من المخلوقات، والثانية لأن الله أمر المؤمنين بالسجود والعبادة وفعل الخير، لذلك من يطع الله مختاراً كما أطاعت كلّ المخلوقات فإنه من الهدى وتقوى القلوب والنجاة من أهوال السّاعة والعذاب الشديد.

نسأل الله الهدى والتقى والنجاة والسلامة وفعل الطاعات والخيرات واتباع الدين، والاعتصام بالله هو مولانا نعم المولى ونعم النصير.

022.6 بعض التفاصيل عن موضوع السورة:

احتوت السورة على أربعة موضوعات رئيسية تكرر وتداخل بعضها مع بعض من أول السورة إلى آخرها بحسب سياقها وترتيب آياتها (وعند فصل هذه المواضيع وإعادة ترتيبها حسب موضوعاتها سنجد أنها متساوية في عدد الآيات تقريباً كما سيتم بيانه لاحقاً) كالتالي:

تنقسم السورة باعتبار مناسبة النزول إلى قسمين الأول فيه الآيات المكية وهي الثلث الأول 24 آية، والثاني الآيات المدنية وهي في الثلثين الأخيرين وعددها 54 آية.

022.6.1- الآيات المكية (1-24): بحسب سياق السورة وباعتبار مناسبة النزول نجد أن الآيات المكية (وعددها قريب من ثلث عدد آيات السورة) احتوت على الموضوعات التالية (وقد تداخلت نفس المواضيع وتكررت ثلاث مرات في المجموعة أي كل ثمانية آيات تقريباً تكرر فيها نفس المعاني):

022.6.1.1- فعل الله تعالى في حث الناس على تقواه وتخويفهم من شدة الحساب لهم في الآخرة على أعمالهم في الدنيا وأنه يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون. وبيان نتيجة أفعال العباد ومصيرهم في الدنيا وفي الآخرة جزاء ما ارتكبوه في الدنيا: (في الدنيا بالخزي للمجادلين وهلاك القرى الظالمة، وبالهداية والمغفرة والرزق للمؤمنين الذين يعملون الصالحات. وفي الآخرة التي تبدأ بزلزلة الساعة وهي شيء عظيم، ثم عذاب الله الأليم والشديد للذين كفروا في النار والسعير، يقابله جنات تجري من تحتها الأنهار للذين آمنوا وعملوا الصالحات).

022.6.1.2- بيان أعمال الناس منهم المؤمنين ومنهم المشركين، منهم يسجد ومنهم حق عليه العذاب. وبيان جدالهم بغير علم وبالباطل، عميت قلوبهم، (وكذلك من أعمالهم كما ورد في الآيات أنهم يضلون عن سبيل الله، ويدعون مالا يضرهم ولا ينفعهم، وكذبوا الأنبياء، يستعجلون العذاب، قرى ظالمة، في مرية من الحق، يبغي بعضهم على بعض، يعبدون غير الله، يكادون يسطون بالذين آمنوا).

022.6.1.3- بيان أن الكون هو ملك الله وهو خالق كل شيء فيه ولا يملك أحد من خلقه غير الطاعة والالتزام بأمره ونهيه المتمثلة بدينه وشرعه ومناسكه (وكما ورد في الآيات أن الله يفعل ما يريد، وأنه قادر، يخلق، يبعث، يحاسب، ينصر، يهدي، يرسل الرسل، يحكم آياته، غني، حميد، رؤوف، رحيم، يحيي، ويميت، يعلم).

022.6.2- الآيات المدنية من آية 25 إلى نهاية السورة (25-78): بحسب سياق السورة وباعتبار مناسبة النزول نجد أن الآيات المدنية (وعددها حوالي ثلثي عدد آيات السورة) فبالإضافة إلى الموضوعات الثلاثة المذكورة أعلاه، قد تميزت عن الآيات المكية بأن بينت المناسك التي جعلها الله للناس بالتفصيل وهذا من خصائص القرآن المدني، كما أنه أعيد فيها تكرار الموضوعات الثلاثة السابقة بالأسلوب المدني وبما يناسب ترابط السورة ويكمل موضوعاتها الأربعة، وركزت على هلاك القرى التي كفرت وظلمت والرزق والحياة الكريمة للأمم التي آمنت وعملت الصالحات فرزقها الله. (والقرآن المدني يتحدث عن أن هدف ومنافع الإسلام هو بناء الحضارة والمدنية، كما يتم فيه التركيز على أمور التشريع المتّصلة بالعبادات والمعاملات والعقوبات وبناء المجتمع المسلم. وهو يختلف عن أسلوب السور المكية تتحدث عن الإيمان وقدرة الله على البعث وأطوار خلق الإنسان وشرح وظيفة الإنسان في الكون).

022.6.2.1- بيان مناسك الله وشرائعه التي جعلها لصلاح حياة الناس في الدنيا ولأجل فوزهم في الآخرة. والشرائع حسب ترتيبها في السورة: تنص على عدم الشرك، الحج والطواف وذكر الله على ما رزقهم من الأنعام وإطعام الطعام، ذكر اسم الله وتكبيره على الهداية، تعظيم شعائر الله، اجتناب الأوثان وقول الزور، الإسلام لله الواحد، الصبر على المصيبة، إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والإنفاق، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله للدفاع عن المظلومين وعن حرية العبادة وإقامة الدين والاعتصام بالله.

(وقد تداخلت أيضاً في الثلثين الأخيرين من السورة أي في الآيات المدنية نفس المواضيع الأربعة المذكورة أعلاه وتكررت عدة مرات).

022.6.2.2- قصّة الغرانيق:

من الروايات الإسرائيلية الموضوعة على هذه السورة (قصة الغرانيق) التي ذكرها كثير من المفسرين عند تفسير قوله تعالى ما في الآية (52) كما يلي:

فقد ذكر كثير من المفسرين الحديث عن سعيد بن جبير: قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة النجم فلما بلغ هذا الموضع في الآيات: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَىٰ (20)} النجم، قال: فألقى الشيطان على لسانه: (تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى)، قالوا ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم فسجد وسجدوا، فأنزل الله عز وجل {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله ءاياته والله عليم حكيم (52)}. لكن علماء الحديث ردّوا هذه الرواية لورودها من طرق مرسلة ومنقطعة. وقد ساقها البغوي في تفسيره ثم سأل ههنا سؤالاً: كيف وقع مثل هذا مع العصمة المضمونة من الله تعالى لرسوله صلاة الله وسلامه عليه؟ ثم حكى أجوبة عن الناس، من ألطفها: أن الشيطان أوقع في مسامع المشركين ذلك، فتوهموا أنه صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس كذلك في نفس الأمر، بل إنما كان من صنيع الشيطان، لا عن رسول الرحمن صلى الله عليه وسلم والله أعلم.

والعلماء الذين اهتموا بربط الآيات ونظامها والوحدة الموضوعية كالبقاعي، وأبي حيان في البحر المحيط، ذكروا أن المقصود بالشيطان جنس الشيطان من الإنس كالنضر بن الحارث يلقون لقومه وللوافدين عليه شبهاً يثبطون بـها عن الإسلام، ولذلك جاء قبل هذه الآية {والذين سعوا في ءاياتنا معاجزين (51)}، قال مجاهد: يثبطون الناس عن متابعة النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن عباس: {معاجزين} مراغمين. وسعيهم بإلقاء الشبه في قلوب من استمالوه ونسب ذلك إلى الشيطان لأنه هو جنس يراد به شياطين الإنس.

022.7 الشكل العام وسياق السورة:

022.7.0- اسم السّورة الحج: سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها للأمر الإلهي إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام بالأذان في الناس بالحج.

الحج وأحداثه هو كالحشر وأحداثه: يكون فيه الملك لله وحده والناس ستعطل أعمالها وقصورها وآبارها وتمثل أمام الله ملبية أوامره في يومين متشابهين هما يوم الحشر ويوم الحج كما سميت بالحجّ لما فيه من شعائر ومشقّة للدلالة على الجهد المطلوب لأداء التكاليف، والجهاد. وأيضاً كصورة مصغّرة عن البعث والنشور.

022.7.1- ملخص سياق السورة:

022.7.1- المقدمة: إخافة الناس بالعذاب وحثًهم على تقوى الله، لأنه له الملك يحاسبهم ويجازيهم على عبادته واتباع دينه.
في السورة نداء وإنذار شديد إلى الناس تدعوهم فيه إلى تقوى الله، بتخويفهم من الساعة، وشدة الحساب لهم في الآخرة، وترغيبهم في الإيمان. وبيان أن نتيجة أفعال العباد ومصيرهم في الدنيا وفي الآخرة تعتمد على ما ارتكبوه في الدنيا.

022.7.2- المعطيات: الله هو الخالق ومالك الملك وجاعل الأسباب يرسل الرسل لبيان شرعه، وإقامة الحجة على الناس. ويبين الآيات الدالة على أن نجاة الإنسان هو بتقوى الله والتزام شرعه.
ولا يملك أحد من خلقه غير الطاعة والالتزام بأمره ونهيه. كذلك يتدخل سبحانه لنصرة أولياءه وخذلان أعداءه، وحمايتهم من الشياطين.

022.7.3- النتيجة: جدال الإنسان بغير علم وبالباطل، وضلاله عن حقيقة أن بالكفر واتباع الشيطان شقاءه، وبالإيمان والعمل الصالح فوزه.
وبذلك اختلف الناس إلى ثلاثة فئات في اتباع شرع الله وهم: مشركين، ومترددين، ومسلمين حقيقيين. أي أن منهم المؤمنين، ومنهم المشركين، منهم من يستحق التكريم، ومنهم من حق عليه العذاب.

022.7.4- الخاتمة: سعادة المخلوقات وفلاحها هو بطاعتها لله خالقها وهاديها، وقد ابتلي الإنسان بهذه الطاعة فجعل أمامه طريقين فإن التزم كباقي المخلوقات وأطاع الله فاز في الدارين وإن لم يلتزم وأطاع الشيطان خسر في الدارين.
النتيجة في الدنيا والآخرة تعتمد على اختيار الإنسان لأحد السبيلين: الأول تقوى الله وعبادته باتباع شرعه وطاعته. وقد جعلت العبادة من أجل صلاح حياة الإنسان في الدنيا وتمكينه في الأرض، ومن ثم الفوز بالجنة والنعيم في الآخرة. والثاني اتباع الشيطان فهو يضل الإنسان ويهديه إلى عذاب السعير.

022.7.2- سياق السورة باعتبار موضوعات الآيات:

تنقسم السورة باعتبار موضوعات آياتها إلى أربعة أرباع متساوية تقريباً:

022.7.2.1- بيان آيات الله الدالة قدرته على الخلق والبعث والحساب والهداية والنصر وغيرها. فالله سبحانه يفعل ما يريد، الله قادر، يخلق، يبعث، يحاسب، ينصر، يهدي، يرسل الرسل، يحكم آياته، غني، حميد، رؤوف، رحيم، يحيي، ويميت، يعلم: في الآيات: (5-7، 15، 16، 49، 52-54، 61-66، 70، 73-76). المجموع 20 آية = 25.64%.

022.7.2.2- الناس تفعل: يجادل بغير علم، يضل عن سبيل الله، يدعوا مالا يضره ولا ينفعه، منهم المؤمنين ومنهم المشركين، منهم يسجد ومنهم حق عليه العذاب، كذبوا الأنبياء، عميت قلوبهم، يستعجلون العذاب، قرى ظالمة، في مرية من الحق، يبغي بعضهم على بعض، يعبدون غير الله، يكادون يسطون بالذين آمنوا. في الآيات: (3، 8، 10-13، 17، 18، 42-44، 46-48، 55، 60، 68، 71، 72). المجموع 19 آية = 24.36%.

022.7.2.3- نتيجة أفعال العباد ومصيرهم في الآخرة: زلزلة الساعة شيء عظيم، عذاب الله شديد، من يتولى الشيطان يضله ويهديه عذاب السعير، ومن يجادل في الله بغير علم له خزي في الدنيا وعذاب الحريق في الآخرة، الذين آمنوا لهم جنات تجري تحتها الأنهار، الذين كفروا لهم عذاب أليم في النار، الذين آمنوا في الجنة وهدوا إلى صراط الحميد، هلاك القرى الظالمة، الذين أمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم، الله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون. في الآيات: (1، 2، 4، 9، 14، 19-25، 45، 50، 51، 56-59، 69). المجموع 20 آية = 25.64%.

022.7.2.4- مناسك الله: عدم الشرك، الحج والطواف وذكر الله على ما رزقهم من الأنعام وإطعام الطعام، ذكر اسم الله وتكبيره على الهداية، تعظيم شعائر الله، اجتناب الأوثان وقول الزور، الإسلام لله الواحد، الصبر على المصيبة، إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والإنفاق، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله للدفاع عن المظلومين وعن حرية العبادة وإقامة الدين والاعتصام بالله. في الآيات: (26-41، 67، 77-78). المجموع 19 آية = 24.36%.

022.7.3- سياق السورة باعتبار القصص والأمثلة والآيات الموجودة فيها:

الغرض الرئيسي من السورة هو الحث على التقوى، والتخويف من أهوال الساعة والحساب والعذاب الشديد، وحاجة الناس الشديدة إلى عفو ربهم ومغفرته. ولأن البعث والحساب أمر غيبي لم يحصل من قبل، وشعيرة الحج تكاد تشبه في مناسكها وأحوالها يوم الحساب فاستخدمتها السورة لتسهيل فهم ما سيحصل في ذلك اليوم العظيم. كذلك لإثبات البعث نفسه اعتمدت على أدلة من قدرة الله على الإحياء ومن خلق الله للإنسان نفسه، وغيرها من الأدلة التي استخدمتها السورة لتسهيل فهم مقصدها ومعانيها، كما يلي: في الآيات: (2، 5-7، 11، 15، 18، 26-37، 42-48، 61-67، 73). المجموع 34 آية = 43.59%.

022.7.3.1- الآية (2) استخدمت السورة تهويلاً لأمر شدة الساعة وترويعاً للإنسان ليتقي ربه مثالاً وصورة حقيقية عما سيحصل في ذلك اليوم من أن تنسى المرضعة رضيعها، وتضع الحامل حملها قبل التمام، وترى الناس سكارى من دون خمر أسكرهم، كل ذلك من الدهش والحيرة، ورعباً وفزعاً لشدة وعظمة ذلك اليوم.

022.7.3.2- الآيات (5، 6، 7، 66) استخدمت السورة لتسهيل فهم مقصدها ومعانيها في البعث وقدرة الله على الخلق وإحياء الموتى على الإشارة إلى خلق الناس أنفسهم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم مضغة ثم خروجهم أطفالاً ثم موتهم في أعمار مختلفة، ويشبهه كذلك إنبات النبات.

022.7.3.3- الآية (11) استخدمت السورة للتنفير من حال المتردد في العبادة، فهو مزلزل كزلزلة من يكون على حرف شفير أو جبل أو غيره، لا استقرار له، وقد يسقط سقوطاً لا رجوع فيه.

022.7.3.4- الآية (15) وحال العابد المتردد ممن أصابته فتنة فظن أن لن ينصره الله فأعرض عنه، فإنه لا يستطيع أن ينصر نفسه وإن ظن ذلك. والمثال على ذلك أنه فليوصل هذا المتردد نفسه بحبل أو بشيء من الأشياء في السماء إن استطاع ذلك ثم ليقطع هذا السبب الممدود (مما يدل على قلّة عقله) فلينظر من سينصره أو يذهب الشيء الذي يغيظه. وقال الإمام البقاعي: فليفعل ما يفعله من بلغ منه الغيظ بأن يربط حبلاً بسقف بيته ثم ليربطه في عنقه ثم ليقطع ما بين رجليه وبين الأرض ليختنق، وهذا كما يقال لمن أدبر عنه أمر فجزع: اضرب برأسك الجدار إن لم ترض هذا، مت غيظاً، والحاصل أنه إن لم يصبر على المصائب لله طوعاً صبر عليها كرهاً مع ما ناله من أسباب الشقاء.

022.7.3.5- الآية (18) للدلالة على وجوب طاعة الله والسجود له استخدمت الإشارة إلى سجود كل مخلوقات الله في السماوات والأرض، العاقلة والغير عاقلة، بمن فيهم الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب.

022.7.3.6- الآيات (26-37، 67) من أجل تسهيل فهم ما سيحصل عند قيام الساعة ويوم البعث للحساب بعد أن يصير مصير جميع الناس إلى الله، استخدمت السورة مناسك الحج، فالحج كالحشر للأسباب التالية:

– بعد السفر والمشقة.

– هجر الأموال والأولاد وترك للزينة تلبية لنداء الخالق.

– الوقوف على صعيد واحد في وقت واحد على جبل عرفات.

– منظر الناس واحد، لا تمييز بين الفقير والغني.

– همهم واحد، قلقون هل يقبل الله أعمالهم أم لا يقبل.

– نداءهم وتوجههم إلى الله خالقهم واحد، كلهم يطلبون عفوه ورحمته.

– حرص على النجاة من وزر الخطايا ورجاء مغفرة الذنوب.

– اعترافهم بوحدانية الله وملكه ونعمته عليهم وقدرته على نفعهم وضرهم.

022.7.3.7- الآيات (42-44) وللدلالة على هلاك المكذبين استخدمت قصص حقيقية عن سبعة من الأمم السابقة كانت أكثر أهل الأرض، فأشارت إلى هلاك هذه الأمم قبل أمة محمد عليه الصلاة والسلام بسبب ظلمهم وتكذيبهم، وذكر منهم هنا أكثر الأمم مكوثاً على الأرض، والتي أرسل لها أعظم الرسل وهم نوح وعاد وثمود وإبراهيم ولوط ومدين وموسى عليهم السلام.

022.7.3.8- الآيات (45-48) للتهويل والإنكار على الناس عدم اعتبارهم بهلاك من كان سبقهم، وهم يمرون على قراهم الخاوية ومساكنهم المشيدة بدون سكانها وآبارهم المعطلة، لا يتعظون بما تراه أبصارهم لعمى في قلوبهم. وقد ذكرت الآيات السابقة هلاك الأمم السبعة وهم أكثر أهل الأرض، يبصرون بأعينهم آثارهم، لكن ما فائدة الرؤيا بالبصر إذا كانت البصيرة معطلة.

يستعجلون العذاب لقلة عقلهم وذهاب رشدهم وعدم تمييزهم، ولن يخلف الله وعده. وتعجب الآيات من استعجالهم مع ما شاهدوه من هلاك القرى الخاوية. لكن أيام الله ليست كأيامهم، اليوم عنده كألف سنة مما يعدون. الله هو خالق الزمان والمكان يمهلهم حلماً عليهم، فهو قادر لا يخاف الفوت. يحذرهم سبحانه من نكاله بعد طول إمهاله وقد أمهل القرى من قبلهم ثم أخذها بالعذاب وأن المصير في النهاية إلى الله.

022.7.3.9- الآيات (61-65) تمت الإشارة في الآيات إلى رحمة الله بعباده وعنايته بهم في الدنيا إلى إيلاج الليل في النهار فالليل هو تمكين الكفار والنهار نصر الله المؤمنين. كذلك اخضرار الأرض وتسخير ما فيها وإمساك السماء أن تقع على الأرض هي من آيات رحمته.

022.7.3.10- الآية (73) ضرب الله مثلاً بخلقه للذباب، كي يدل على قدرته وضعف الآلهة التي يدعون من دونه، بحيث لا يستطيعون هم ولا آلهتهم خلق هذا الذباب ناهيك عن استنقاذ شيء يسلبه منهم الذباب الضعيف.

022.7.4- الإشارة إلى عدد آيات القصص والأمثال والآيات وباقي الموضوعات في السورة:

022.7.4.1- آيات القصص: (17، 26-30، 39-44، 71، 72) = 14 آية.

022.7.4.2- قصص يوم القيامة في الآيات: (1، 2، 19-25، 55-57) = 12 آية.

022.7.4.3- الأمثال في الآيات: (11-13، 15، 16، 31، 45-48، 73) = 11 آيات.

022.7.4.4- آيات الله في السماوات والأرض في الآيات: (5-7، 18، 61-66، 74-76) = 13 آية.

022.7.4.5- مقصد السورة وموضوعاتها في الآيات: (3، 4، 8-10، 14، 32-38، 49-54، 58-60، 67-70، 77، 78) = 28 آية.

022.7.5- سياق السورة باعتبار آيات العذاب وآيات الرحمة:

البارز في السورة هو الإنذار والتخويف وموضوع البعث والجزاء ومشاهد القيامة وأهوالها. كذلك الترغيب موجود لكن بعدد أقل من الآيات. 60% ستون بالمائة من عدد آيات السورة تتحدث عن الترغيب بالنعيم والترهيب بالعذاب في الدنيا والآخرة.

تخويف الناس من زلزلة الساعة وعذاب الآخرة وترغيبهم بالجنة ونعيمها وإقامة الدليل على أن الساعة آتية لا ريب فيها: الآيات (1، 2، 4-7، 9-11، 14، 17-25، 55-59، 69) = 25 آية.

تخويف الناس من الهلاك وأخذ الله لهم في الدنيا، وترغيبهم بالمغفرة والرزق الكريم في الحياة الدنيا قبل الآخرة وإقامة الدليل على عذاب الدنيا قبل الآخرة: الآيات (42-45، 47-51، 71، 72) = 11 آية.

تخويف الناس بأنهم بجدالهم بغير علم سيضلّون ويتبعون الشيطان ويتولون من يضرهم ولا ينفعهم، وترغيبهم بأن الإيمان فيه الهدى والنور والنصر من الله: الآيات (3، 8، 12، 13، 15، 16، 46، 52-54، 68) = 11 آية.

ملاحظة: الآيات السابقة فيها ثمانية آيات فقط أي 10% من الآيات تتحدث عن فوز المؤمنين بالجنة والرزق الكريم وعن اهتدائهم الى الصراط المستقيم، وهي الآيات (14، 23، 24، 50، 54، 56، 58، 59). أما باقي الآيات وعددها تسع وثلاثون آية (1-13، 15-22، 25، 42-49، 51-53، 55، 57، 68، 69، 71، 72) أي 50% من السورة فتتحدث عن العذاب والهلاك والضلال.

أربعون بالمائة 40% من عدد آيات السورة تتحدث عن منافع العبادات وعن رحمة الله بالناس وقدرته على نصر المؤمنين وعلى نفعهم وضرهم وأن كل شيء أمام قوته وقدرته ونفعه وضره يسير:

بيان نعمة العبادة ومنافعها وأنها لصالح الإنسان إذ تغرس تقوى الله في قلبه وتجنبه الرجس من الأوثان، وتحميه بنصر الله ودفاعه عن المؤمنين. كذلك وبفريضة الجهاد دفاعاً عن المظلومين وعن أماكن العبادة: الآيات (26-41، 67، 77، 78) = 19 آية

الأدلة على قدرة الله على نصر المؤمنين وعلى نفعهم وضرهم، وأنه سميع لأقوالهم بصير بأعمالهم، هو الحق وما دونه الباطل عليم عفو غفور علي كبير لطيف خبير غني حميد رؤوف رحيم يحيي ويميت، كل ذلك عليه يسير، مع ضرب الأمثلة التي تسهل فهم قوته وضعف ما دونه، في: الآيات (60-66، 70، 73-76) = 12 آية.

ملاحظة: لو أضفنا الآيات الثمانية المذكورة أعلاه، التي تتحدث عن فوز المؤمنين واهتدائهم إلى الصراط المستقيم إلى هذه الآيات فسيصبح مجموعها (14، 23، 24، 26-41، 50، 54، 56، 58-67، 70، 73-78) = 39 آية. وبذلك يكون نصف عدد آيات السورة تتحدث عن طريق الضلال وما فيه من الجدال والكفر والشرك ثم ما يوصل إليه من العذاب والهلاك، ونصفها الآخر (1-13، 15-22، 25، 42-49، 51-53، 55، 57، 68، 69، 71، 72) = 39 آية، عن الصراط المستقيم وما فيه من العبادات ومنافعها وما توصل إليه من الفوز في الدنيا والآخرة.

022.7.6- سياق السورة يدعو الإنسان أن يستعمل عقله ويعلم حقيقة وجوده:

يا أيها الناس اتقوا ربكم أي خافوه واتبعوا أحكامه أنتم اخترتم أن تكونوا مطيعين له باختياركم بينما المخلوقات كلها مطيعة لا تملك حرية المعصية. فالتزموا وخافوا عذاب معصيته.

سياق السورة يدعو الإنسان أن يستعمل عقله ويعلم حقيقة وجوده عن طريق:

022.7.6.1- تخويفه بأنه مقبل على شيء عظيم.

022.7.6.2- تخويفه بالنار وتبشيره بالجنة.

022.7.6.3- تدعوه لكي يجادل بعلم، وتبين له أن الشيطان يضله ويدعوه إلى الجدال بالباطل.

022.7.6.4- الإيمان بالله هو الحق وهو يؤدي إلى سعادة الدنيا والجنة في الآخرة.

022.7.6.5- التكذيب من الشيطان وهو يؤدي إلى شقاء الدنيا والنار في الآخرة.

022.7.6.6- تدعوه إلى التفكر في كيف أنه خلق من تراب ثم في مراحل حياته ثم نهايته، وحياة الكائنات الأخرى وكيف أن الله قادر على أن يبعث من في القبور وأن الساعة لا ريب فيها.

022.7.6.7- أن الله حق وان ما يعبدون ويدعون من دونه باطل.

022.7.6.8- أن الإنسان ضعيف وأن الله قوي.

022.7.6.9- أن كل الأمم السابقة جادلت بغير علم وكذبت الرسل. لذلك سرت عليها سنة الله بالهلاك والاستبدال بأمم غيرها مصدقين ومؤمنين يعملون الصالحات ينفقون مما رزقهم الله.

022.7.6.10- أن الشيطان يضل الإنسان عن الحق ويهديه إلى النار.

022.7.6.11- أن كل مخلوقات الله مطيعة لله وتعبده، والإنسان يجب أن يطيع ويعبد وهو ليس استثناء.

022.7.6.12- أن دين الله وشرائعه ومناسكه هي لمنفعة الإنسان وفيها صلاح حياته في الدنيا وفوزه في الآخرة.

022.7.6.13- أن الله يحفظ المؤمنين ويدافع عنهم وفرض عليهم الجهاد من أجل أمنهم وسلامهم وسلامتهم.

022.7.6.14- أن خاتمة حياة الإنسان في الآخرة ستعتمد على أعماله في الدنيا، وهو إما في الجنة أو في النار.

022.8 تناسب وتناسق السورة مع غيرها من السور:

022.8.1- تشابه وتناظر سورة الحج مع سورة البقرة: لقد بدأ نصف القرآن الثاني بالتركيز على رحمة الله {الرَّحْمَن} في ثلاث سور (مريم وطه والأنبياء) ثمّ ثنّى بالأمر {اتَّقُوا رَبَّكُمْ (1)} في الحج، وهذا يشبه ما بدأ به النصف الأول بِ {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} الفاتحة ثم ثنّى بِ {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)} البقرة. وقد كان المحرّك للتقوى في السورتين هو الإيمان بالغيب، والذي بسببه اهتدوا بالقرآن في البقرة وخوّفوا بزلزلة السّاعة في الحج. ثمّ إن كلّ مقاصد النصف الأوّل هي في بيان طريق الهدى إلى الصراط المستقيم وإظهار نعم الله على عباده، أما مقاصد النصف الثاني ففي إظهار إعراض أكثر الناس عن الهدى وتكذيبهم وضلالهم وغضب الله عليهم. وتكاد تتضمن سورة الحج مواضيع البقرة لكن بدون القصص وقوانين الأسرة والزواج وبخصائص النصف الثاني، ومن ذلك أن بدأت سورة الحج (الآيات 1، 2) بالأمر بتقوى الله والتخويف من الغيب وأهوال الساعة، وبدأت سورة البقرة بهدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب؛ ثم (الآيات 3، 4) في الحج عن الجدال في الله بغير علم واتباع الشيطان مقابل (الآيات 34-39) في البقرة عن قصة آدم والشيطان؛ و(الآيات 5-7) في الحج عن إحياء الموتى مقابل قوله: {فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ (28)} البقرة وقصص إحياء القاتل بذبح البقرة والذي مرّ على قرية وهي خاوية وإحياء الطير والذين خرجوا حذر الموت؛ و(الآيات 8-14) عن فئات الناس كافرين ومؤمنين ومنافقين مقابل ذكرهم في بداية البقرة ومنتصفها، و (الآيات 17، 18) عن أصناف المشركين وعن سجود المخلوقات لله، مقابل ذكرهم في (الآيات 62، 116) في البقرة؛ وهكذا (الآية 25) صد عن سبيل الله مقابل (الآية 116) منع مساجد الله؛ (الآية 26) قصة إبراهيم والبيت مقابل (الآيات 127-141) في البقرة؛ و(الآيات 27-37) عن الحج مقابل (الآيات 195-203) في البقرة؛ (الآيات 38-41) عن القتال مقابل (الآيات 244-251) وغيرها في البقرة، (الآية 52) النسخ مقابل (الآية 116) البقرة، (الآية 73) مثل الذباب مقابل (الآية 26) البقرة؛ (الآية 78) شهداء على الناس مقابل (الآية 143) البقرة، وغيره عن الإنفاق والصلاة والزكاة والعبادات، وقد تشابهت خاتمة السورتين بقوله: {فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)} الحج، وقوله: {أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)} البقرة.

022.8.2- بينت سورة طه أن القرآن جاء رحمة للناس يذكرهم بما خلقوا لأجله وهو عبادة الله وحده، وكذلك بينت سورة الأنبياء أن المرسلين جاءوا رحمة للناس يدعونهم إلى عبادة الله وحده وطاعته والتزام شرعه والصبر على الابتلاء، وهنا في سورة الحج تحذير شديد للناس من يوم الحساب رحمة بهم وتأمرهم باتباع شعائر الله وعبادته. إذا كنتم لا تستجيبون للقرآن ولا للأنبياء تأمركم بالعمل والاستعداد للحساب فاسمعوا التهديد بعذاب الله الشديد.

أيها الناس لقد سمعتم القرآن في سورة طه يدعوكم للالتزام بما فطرتم عليه من العبادة ولما فيه سعادتكم وحمايتكم من الشقاء، وسمعتم البشير في سورة الأنبياء يعلمكم بأن الكون كله يعبد الله فاعبدوه تفوزوا، فجادلتم ولم تستجيبوا فاسمعوا الآن الخوف في سورة الحج والنذير بالواقع الذي تهربتم منه في عذاب السعير، إن الساعة قادمة.

022.8.3- بعد أن أنارت السور الست الأولى من 1-6 (الفاتحة، البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنعام) بصيرة الإنسان وعرفته على مقصد وجوده، وهدته إلى الصراط المستقيم، وهو دين الله الإسلام، وأنه نعمة من نعم الله على الإنسان، يصلح له بها كل شئون حياته في الدارين الدنيا والأخرة. وبعد أن ذكرت السور الست التي تلتها من 7-12 (الأعراف، الأنفال، التوبة، يونس، هود، يوسف) بوجوب الاستقامة والتوكل على الله والتوبة إليه ووجوب الإيمان بالوحي وما جاء به من الحق من عند الله وهو أن الإنسان خلق لمقصد للعبادة والابتلاء. وبعد أن صرحت السور الست التي بعدها من 13-18 (الرعد، إبراهيم، الحجر، النحل، الإسراء، الكهف) بأن كل ما هو من الله فهو نعمة أنعمها على الإنسان: ففي الرعد نزول القرآن لبيان الحق نعمة، وفي إبراهيم رسالة الرسل لإخراج الناس من الظلمات إلى النور نعمة، وفي الحجر لجوء الناس إلى ربهم نعمة فهو الملجأ والأمان، وفي النحل أن كل النعم المغمور فيها الإنسان هي من الله، وفي الإسراء الإقبال على الله نعمة، وفي الكهف الله هو الملجأ والمنعم. ثم بعد أن بينت السور الثلاثة التي تلتها 19-21 (مريم، طه، الأنبياء) أن الله رحيم بعباده: ففي مريم أن عدم وجود الشريك رحمة ونجاة لهم من ضلال الشرك وسعادة في الدنيا ونجاة من النار وفوز بالآخرة، وفي طه أن القرآن رحمة وسعادة في الدنيا ونجاة من النار يذكرهم بواجباتهم في الحياة التي خلقوا لأجلها، وكذلك في الأنبياء أن إرسال الأنبياء هو رحمة ونعمة كبيره يبيّنون للناس ما فيه نجاتهم وما يترتب عليه مصيرهم. وهذه السورة أيضاً أي الحج هي رحمة من الله يشفق على عباده ويخوفهم فيها من قيام الساعة ويثبت لهم بالأدلة والأمثلة والبينات أن البعث حق وأنهم محاسبون على أعمالهم، ذلك رحمة بهم لكي يتقوا ربهم ويلتزموا شرعه فيفوزوا.

022.8.4- السورة تتحدث عن المصير في المستقبل الغير منظور حيث لا قصص حصلت، ولا رسل أرسلت ولا أمم هلكت. لذلك لم تعتمد سورة الحج في تسهيل فهم مقصدها على قصص الأمم السابقة كما فعلت السور التي سبقتها. بل اعتمدت على ذكر الحج بدلاً من القصص، لوجه الشبه بين الحج وبين ما هم مقبلون عليه في الآخرة، من توجه إلى الله وحده يرجون مغفرته ورحمته، ومن ترك للأموال والأولاد، ومنظر واحد باختفاء مظاهر التمييز باللباس، واقفين على صعيد واحد ملبين إله واحد راجين مغفرته مشفقين من عذابه.

وهي في أسلوبها تشبه نوعاً ما أسلوب سورة الرعد، حيث أن مقصد سورة الرعد هو بيان “أن القرآن وما فيه حق” ولا بد في مثل هذه الحالة أن يكون الدليل من الواقع لا من قصص الأمم السابقة. لذلك اعتمدت لبيان مقصدها على الحاضر المعاش والواقع الذي هو مليء بالآيات الدالة على الحق، وهو كما صرحت به سورة الرعد وأثبتته بالأمثلة والآيات أن الدليل والمعجزة موجودة حاضرة واضحة كنور البرق ومدوية كصوت كالرعد وأن دلائل الحق في القرآن موجودة فيه كماهي موجودة في السماوات والأرض.

كذلك في سورة الحج فالأمر غيبي يتحدث عن الساعة والبعث والحساب، فلا يوجد شبه له ولا دليل عليه لا من قصص الأمم السابقة ولا من الواقع المعاش. غير أن فيما افترضه الله سبحانه من أعمال وعبادة يمارسونها، ومنسكاً يتعبدون به وهو فريضة الحج، خير مثال على ما سيكون في ذلك اليوم الشديد من سفر وشقاء وهجر للأموال والأولاد وترك للزينة وتلبية لنداء الخالق بالوقوف على صعيد واحد في وقت واحد على جبل عرفات، معترفين بوحدانية الله وملكه ونعمته، وطالبين لرحمته ومغفرته وعفوه.

022.8.5- ومن المناسبات العامّة أن سورة النساء وسورة الحج افتتحتا بقوله: {يا أيها الناس}. وذكر في الأولى بدئ الخلق والحياة للإنسان: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءاً}، وذكر في الثانية نهاية هذه الحياة وبداية حياة أخرى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم}.

022.8.6- قال الإمام جلال الدين السيوطي: وجه اتصالها بسورة الأنبياء‏:‏ أنه ختمها بوصف الساعة في قوله‏: {واقترب الوعد الحق فإِذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا} وافتتح هذه بذلك فقال‏: {إنّ زلزلة الساعة شيء عظيم (1). يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى، وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد (2)}.

022.8.7- وقال الإمام أبو جعفر بن الزبير: لما افتتحت سورة الأنبياء بقوله تعالى: {اقترب للناس حسابهم} وكان وارداً في معرض التهديد، وتكرر في مواضع منها كقوله تعالى: {إلينا ترجعون (35)}، {سأوريكم آياتي فلا تستعجلون ويقولون متى هذا الوعد (37)}، {لو يعلم الذين كفروا حين يكفون عن وجوههم النار (39)}، {ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك (46)}، {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة (47)}، {وهم من الساعة مشفقون (49)}، {كل إلينا راجعون (93)}، {واقترب وعد الحق (97)}، {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم (98)}، {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتاب (104)}، إلى ما تخلل هذه الآي من التهديد، وشديد الوعيد، حتى لا تكاد تجد أمثال هذه الآي في الوعيد والإنذار بما في الساعة وما بعدها وما بين يديها في نظائر هذه السورة، وقد ختمت من ذلك بمثل ما به ابتدأت. اتصل بذلك ما يناسبه من الإعلام بهول الساعة وعظيم أمرها، فقال تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم} – إلى قوله: {ولكن عذاب الله شديد} ثم اتبع ببسط الدلالات على البعث الأخير وإقامة البرهان {يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث} الآيات، ثم قال {ذلك بأن الله هو الحق} أي اطرد هذا الحكم العجيب ووضح من تقلبكم من حالة إلى حالة في الأرحام وبعد خروجكم إلى الدنيا وأنتم تعلمون ذلك من أنفسكم، وتشاهدون الأرض على صفة من الهمود والموت إلى حين نزول الماء فنحيي ونخرج أنواع النبات وضروب الثمرات {يسقى بماء واحد ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى} كما أحياكم أولاً وأخرجكم من العدم إلى الوجود وأحيا الأرض بعد موتها وهمودها، كذلك تأتي الساعة من غير ريب ولا شك، ويبعثكم لما وعدكم من حسابكم وجزائكم {فريق في الجنة وفريق في السعير} انتهى.

– انظر 4.2.4.18.2.0- جدول يبيّن تناظر نصفي القرآن، ويلخص تناسب مقاصد سوره حول أن الإيمان واتباع طريق الهدى نعمة وسعادة وفلاح في الدنيا والآخرة.

– انظر الجدول 7.4.9: وفيه تلخيص مقصد القرآن: وهو الهدى إلى طريق السعادة والزكاة بثلاثة أشياء مجتمعة هي: العقل والقلب والجسد، وأن الناس فريقين شقي وسعيد.

أعلى الصفحة Top